1- نمو وتكوين الشخصية

يتم نمو الشخصية بالتكامل بين النمو الجسمي والنمو العقلي والنمو الوجداني والنمو الاجتماعي. يتم اكتمال الجانب الجسمي بالنمو التدريجي المتتابع مع التناقص في تسارعه، وأثر التغذية الجيدة والصحة البدنية عليه كبير. يتم نمو الجانب العقلي وتكامل قدراته وراثة واكتسابًا، من خلال البيئة. وتؤثر الحرية والتربية السليمة على نمو الحواس وتتفاعل معطياتها مع الخبرات المكتسبة، والقدرات الكامنة، والبيئة الاجتماعية. يتكون وجدان الإنسان من الدوافع والعواطف واللاشعور، ويكتمل اكتساب هذا الجانب من الأسرة والمجتمع، ويؤثر على نموه درجة التآلف الأسري والعائلي والاجتماعي؛ لذا يعتبر الاختلاف الأُسري والاضطراب الاجتماعي ذا أثر سلبي على نمو عواطف الإنسان، والقيم التي يؤمن بها تجاه نفسه والآخَرين. تتكون حياتنا الاجتماعية من قيم وعادات اجتماعية، كالميل إلى الأسرة، وحب المقاتلة، والانتماء، وإثبات الذات، والأبوة، والأمومة. والاتجاه العام في السِلم والحرب له تأثير كبير على جوانب نمو الشخصية، وظهورها بالمظهر السوي.

هناك الكثير من العوامل التي تؤثر في بناء الشخصية منها التغذية والصحة. من أهم عوامل النمو البدني والعقلي السليم، البيت والأسرة؛ حيث يعتبر الجو العائلي -بما له من تأثير كبير سلبًا أو إيجابًا- عاملًا مهمًا في النمو الصحيح والتربية السليمة ومنها المجتمع والبيئة، الحي والعشيرة، والعادات والقيم، البيئة صالحة أو غير الصالحة للنمو السليم. كذلك من أبرز العوامل التي تؤثر في نمو الشخصية: المدرسة والتعليم حيث تشكل المدرسة وما فيها من بناء مدرسي وصفوف وملاعب، وإدارة ومدرسين وتلاميذ، بيئة جاذبة أو منفرة تجاه التعليم والقيم الصالحة. ومن العوامل التي تؤثر بشكل كبير وخصوصًا في زماننا هذا، وسائل الاتصال؛ حيث تمتلك وسائل تأثيرًا كبيرًا وخطيرًا في تكوين ثقافة المرء واتجاهاته السلوكية، خاصة إذا لم يوجد التوجيه الصحيح.

2- علاقة مرحلة الطفولة بالمراهقة

ترتبط مرحلة المراهقة بمرحلة الطفولة بعلاقة النتيجة بالمقدمات؛ إذ من النادر أنْ تُعَزي مشاكل مراهقة صعبة مشاكسة إلى طفولة سعيدة ناجحة في أسرة متآلفة يشع فيها الحب والود والوئام. وإنّ كثيرًا من مشاكل المراهقين يعود إلى طفولة تعيسة فيها الكثير من الحرمان العاطفي والخلاف أو الإهمال الأُسَري، وإنْ لم ينصبّ على هذا الطفل بعينه أو ذاك، إنما يؤثر فيه ما قد يحصل تحت سمعه وبصره؛ فيظهر رد الفعل عاجلًا أثناء الطفولة نفسها، فيكون أقل تأثيرًا وضررًا؛ إذ أنه قد يؤدي إلى تعديل سلوك المُربي، فتنشأ حالة من التكيف والتآلف بين الطفل والمُرَبِّي، وإلا فيظهر رد الفعل مُركَّبًا في مرحلة المراهقة؛ فيصبح تعويضًا عما سلف من الحرمان أو تعبيرًا عن رفض المعاملة السابقة في تلك المرحلة، ورفضًا للشعور بسلطويّتها.

ويشتد الصراع داخل البيت بين هذا المراهق الذي يُعلن الشكوى من كل شيء، ويصطدم بأفراد عائلته الذين يريدون أن يردُّوه إلى الصواب، حسب قيمهم ومبادئهم ورغباتهم وأهدافهم التي خَطُّوها له ولإخوته. وربما غاب عن الوالدين تَذَكُّر الأخطاء التي مارسوها في حق أبنائهم، أو برَّرُوها بدافع الحرص والمصلحة، أو باستصغار أطفالهم وتصور عدم فهمهم لما جرى داخل جدران البيت فيما مضى. ولذا ننصح مَنْ أراد أنْ يتجاوز مشاكل مرحلة المراهقة، ويرغب بمرورها لدى أبنائه بسلام؛ بالعناية الشديدة بمرحلة طفولة أولاده سبعًا من السنين يلاعبهم، ثم يعلمهم السبع الثانية، ثم يصاحبهم السبع الثالثة، كما قيل في آثار حكماء هذه الأمة وعقلائها: "لاعب ولدك سبعًا، وأدبه سبعًا، وصاحبه سبعًا، ثم اترك الحبل على الغارب". وليس معنى ذلك الفصل الكامل بين هذه الأمور والمراحل. ويأتي اجتناب التسلط على البيت والزوجة، والتزام جو الحوار والتفاهم والتخطيط والشورى معها على توزيع أدوار قيادة البيت وإدارته؛ من أكبر عوامل السعادة الأسرية، التي تساعد على مرور مرحلة المراهقة بسلام.

3- كيفية التواصل مع المراهقين

4- فهم حاجات المراهق الخاصة ومطالبه

5- كيف نحقق لأبنائنا مراهقة سعيدة

6- مشكلات المراهقين وطرق حلها